العلاقات التجارية العراقية-السعودية للمدة (2004-2021) وافاقها المستقبلية في ضوء مشاهد بديلة
الملخص
تمكنت المملكة العربية السعودية من تنمية صادراتها النفطية ومنتجاتها الاخرى بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة، استنادا الى تطور قطاعاتها الانتاجية، وقد استطاعت ان تستحوذ على جزء مهم من السوق العراقية، في حين لم يتمكن العراق من مسايرة هذا التوجه لدى المملكة ولدى الدول الاخرى وبخاصة دول الجوار، الامر الذي جعل صادراته الى المملكة تقف عند بعض السلع والمنتجات الثانوية ، وقد اخذت العلاقات التجارية العراقية -السعودية طابعا تقليديا، اذ تباينت قدرات السعودية التصديرية اتجاه العراق خلال السنوات الاخيرة حيث تفوقت فيه الصادرات السعودية الى العراق بشكل كبير مقارنة بالصادرات العراقية اليها، الامر الذي جعل الميزان التجاري العراقي–السعودي في جانبه العراقي يعاني من حالة العجز خلال المدة (2004-2021)، وفي هذا الاطار اظهرت الدراسة ان اجمالي الصادرات السعودية يفوق بكثير الصادرات العراقية اليها اذ سجل الميزان التجاري العراقي عجزا صافيا للأعوام 2006، 2010 و2014- 2018 وكانت صادرات السعودية الى العراق في عام 2018 قد بلغت (832) مليون دولار مقابل (183) مليون دولار صادرات العراق اليها .اذ يشكل السوق العراقي فرصة مؤاتية لاستقبال المنتجات السعودية التي تلبي احتياجاته الاستهلاكية بالدرجة الاساس، وبخاصة عند قيام المملكة باتخاذ اجراءات فعلية لمواجهة المنافسة التصديرية لدول الجوار الاخرى وغيرها من الدول، وان مشاهد العلاقة التجارية مع السعودية ستظل عند مستوى تفوقها في جزء من السوق العراقية مالم تتحقق في العراق اصلاحات جوهرية تنطلق من ارساء دعائم البنية التحتية على اسس صحيحة ومتطورة واعادة الحياة الى القطاعات الاقتصادية الرئيسة الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات، اذ عند تحقق ذلك ستتحقق شراكة تجارية حقيقة مع المملكة ومع غيرها من الدول.