الاقتصاد المعرفي وأثره في استراتيجية التنمية الشاملة: دراسة تحليلية
الملخص
يمثل اقتصاد المعرفة نتيجة متحصلة عن التراكم الهائل للمعارف المكتسبة من توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمختلف أنواعها، سواء بالنسبة للأفراد أو المنظمات والدول، فهو يمتاز بأنه اقتصاد وفره لاعتماده على المعلومات كمورد بدلاً من الموارد الطبيعية، وكذلك بقدرته على تعميم وانتشار المنافع المترتبة عن استخدامه، وبالتالي فهو يمثل حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة التي أصبحت مطلباً ملحاً للخروج من الأزمة التي تسببت بها مضامين التنمية غير المتوازنة، والتي أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على نواحي عديدة من مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إذ تعد المعرفة القوة الدافعة للنمو والإنتاج والتقدم والرخاء وإن التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتناغمة مع التراكم المعرفي والتطور والابداع التكنولوجي تعد أداة وليست مجرد مطلباً لها، فالتغيير التقني يمكن أن يحقق معدلات متسارعة من تطور التنمية البشرية من خلال تحسين الصحة والغذاء والمعرفة واتاحة فرص الاتصال والمشاركة ودعم معدلات النمو الاقتصادي بفضل استغلال الموارد البشرية والمادية والطبيعية المتاحة باستخدام التقنية الحديثة والتي ترتبط اليوم في الحقلين (الاقتصادي والاجتماعي). كما يعد اقتصاد المعرفة قاعدة ارتكازية للتنمية البشرية كمسار لتحقيق التنمية الشاملة، كونه وسيلة لتوسيع خيارات البشر وتنمية قدراتهم.